الجمعة، 27 مايو 2011

بالمستندات*.. ‬نكشف فضائح جديدة لـ"زكريا عزمي*"

بالمستندات*.. ‬نكشف فضائح جديدة لـ"زكريا عزمي*"



72/5/1102
ماجدة صالح 



الأسبوع الماضي فجر* »‬الوفد*« ‬قضية آثار القصور الرئاسية المنهوبة*.. ‬وكشفنا البطل الحقيقي لهذا المسلسل الذي تجاوزت فضائحه حدود مصر ووصلت إلي* ‬بعض أمراء دول الخليج وأكبر المزادات العالمية في* ‬أوروبا وأمريكا*.‬ 
واليوم*.. ‬نواصل بالمستندات أيضاً* ‬الحلقة الثانية من هذا المسلسل الذي اختفت فيه* ‬365* ‬تحفة أثرية نادرة من أصل* ‬500* ‬قطعة من مقتنيات الملك فاروق تبخرت فجأة بعد انتقالها من متحف حلوان إلي* ‬قصر عابدين،* ‬ولا* ‬يعلم أحد مصيرها الآن سوي* ‬زكريا عزمي* ‬لكونه المسئول الأول عن ديوان رئاسة الجمهورية في* ‬عهد النظام السابق*. ‬فلم* ‬يكتف زكريا عزمي* ‬بإرهاب الوزراء وكبار المسئولين،* ‬وإنما تجاوز ذلك إلي* ‬المتاجرة بتراث مصر وثروتها الحضارية والتاريخية مستخدماً* ‬في* ‬ذلك شتي أسلحته الثقيلة والخفيفة حتي* ‬يجبر بعض المسئولين في* »‬الآثار*« ‬علي* ‬الصمت تجاه ما* ‬يحيكه في* ‬الخفاء لبيع مصر وتاريخها عبر بوابة قصر عابدين حيث* ‬يبلغ* ‬ثمن القطعة الواحدة* ‬30* ‬مليون دولار بإجمالي* ‬2* ‬مليار دولار*.‬
وعبثاً* ‬حاول أحمد دسوقي مدير الشئون الفنية بأمانة المناطق التاريخية بالمجلس الأعلي* ‬للآثار،* ‬حاول استردادها أو إعادتها إلي* ‬متحف حلوان* »‬مكانها الأصلي*«.. ‬والسبب طبعاً* ‬معروف وهو جبروت هامان النظام والصديق الصدوق لمبارك المخلوع*.‬
ولا تكمن أهمية هذه القطع المختفية في قيمتها المالية فقط وإنما في* ‬قيمتها الفنية والتاريخية،* ‬فهي* ‬ليست تحفاً* ‬عادية ولا تقدر بثمن كونها تعود إلي* ‬عصر النهضة الأروبية في* ‬القرن التاسع عشر وهو ما دفع الملك فاروق* »‬ملك مصر السابق*« ‬إلي* ‬اقتنائها*.. ‬و»الجالية*« - ‬التحفة* - ‬عبارة عن قطعة فنية زجاجية مرسوم عليها مناظر مختلفة ورائعة للفنان الفرنسي العالمي* »‬جاليه*«.‬
وتشكل في* ‬مجملها أكبر مجموعة شخصية من الجاليهات الأصلية في العالم،* ‬وتختلف عن جاليهات* »‬تحف*« ‬أخري* ‬مزورة كان* ‬يرسمها ويشكلها تلاميذ الفنان جاليه وزوجته قبل بيعها في* ‬المزادات*.‬
وحسب بلاغ* ‬تلقاه النائب العام وتحقق فيه الأجهزة المعنية حالياً،* ‬تعود تفاصيل هذه القضية إلي* ‬عام* ‬1988* ‬وبالتحديد عندما أرسل أحمد دسوقي* »‬وكان* ‬يشغل آنذاك مدير عام المتاحف التاريخية*« ‬خطاباً* ‬إلي* ‬رئيس هيئة الآثار في الرابع من أكتوبر* ‬يكشف فيه عن* ‬500* ‬قطعة* »‬جالية*« ‬نادرة كانت خاصة باستراحة الملك فاروق في* ‬متحف حلوان واستولت عليها رئاسة الجمهورية ضمن الأثاث الخاص بقصر عابدين،* ‬وطلب دسوقي الاتصال بأمين عام الرئاسة لتسليم* »‬الآثار*« ‬هذه القطع أو ما تبقي منها*.. ‬ولم* ‬يتحرك أحد وظل الأمر متوقفاً* ‬حتي* ‬جدد دسوقي مطلبه في* ‬7* ‬مارس من عام* ‬2000* ‬وأرسل خطاباً* ‬إلي* ‬مدير عام أمانة المتاحف اقترح فيه استعادة هذه القطع لاثراء العرض المتحفي بمعرض* ‬العرائس كونها مجموعة نادرة تخص الملك فاروق*.‬
إلا أن المفاجأة*.. ‬كانت في* ‬التعليق علي الخطاب،* ‬حيث جاء الرد ملتوياً* ‬وغيرواضح،* ‬وكأن دسوقي* ‬يطلب استرداد شيء عادي أو أصناف سكر وشاي وليس تحفاً* ‬أثرية نادرة*. ‬يقول الرد الموجه علي نفس الخطاب*: »‬هل تم الانتهاء من كل الأعمال المطلوبة بحيث نبحث عن* »‬الجاليه*«.. ‬أرجو في* ‬المرحلة الحالية التركيز علي* ‬ما لدينا من أعمال*.. ‬وشكراً*«. ‬أصاب هذا الرد دسوقي بالإحباط،* ‬خاصة عندما* ‬يصدر من شخصية مثل عاطف* ‬غنيم الذي كان* ‬يشغل مدير عام المتاحف التاريخية آنذاك والذي من المفترض أن* ‬يحافظ علي كل قطعة أثرية ويحميها من السلب أو الاختفاء حتي* ‬ولو صدرت بشأنها تعليمات وأوامر من ديوان رئاسة الجمهورية لأن الآثار ملك مصر وشعبها وتاريخها وليست ملك زكريا عزمي* ‬أو* ‬غيره في* ‬ديوان رئاسة الجمهورية،* ‬والتجاهل نفسه جاء أيضاً* ‬من عاطف عبيد رئيس الوزراء وزكريا عزمي* ‬أمين عام رئاسة الجمهورية آنذاك،* ‬فلم* ‬يستجب أي* ‬منهما لمطلبه بالتدخل وتشكيل لجنة تقصي حقائق لمعرفة مصير هذه الجاليهات النادرة،* ‬فلم* ‬يتحرك أي* ‬منهم وكان مصير طلبه سلة المهملات؟*! ‬وهو ما حدث أيضاً* ‬مع حكمت عبدالشافي أمينة العهدة بمتحف حلوان عندما طلبت من عزمي* ‬ما* ‬يفيد استلامه لهذه الجاليات التي* ‬يأمر بنقلها من المتحف إلي* ‬رئاسة الجمهورية،* ‬حيث تفاجأ حكمت باستهتار واستعلاء* ‬غريب من عزمي وصل إلي* ‬درجة أنه كان* ‬يكتب لها الرد علي* ‬ظهر ورقة مستخدمة وخالية من أي* ‬مسئولية أو ما* ‬يفيد الاستلام*.‬
ويشير البلاغ* ‬الذي قدمه أحمد دسوقي إلي* ‬النائب العام في* ‬8* ‬مارس الماضي برقم* ‬3765* ‬وتحقق في تفاصيله نيابة الأموال العامة إلي* ‬أن هذه الجاليهات عثر عليها داخل ثلاثة أجولة مهملة كل من حسن عبدالشافي* »‬أمين المتحف*« ‬ومحمد عبداللطيف* »‬أحد العمال*« ‬ولم* ‬يتلق أي* ‬منهما أي* ‬مكافأة علي* ‬هذا الاكتشاف الذي* ‬يقدر بالمليارات وتم نقلها من الآثار إلي* ‬رئاسة الجمهورية،* ‬ولاحظ المسئولون بالآثار اختفاء بعضها حوالي* ‬365* »‬جالية*« ‬أو تحفة نادرة من* ‬500* ‬قطعة تم تسليمها للرئاسة*.‬
وأوضح مقدم البلاغ* ‬أنه بحكم موقعه الوظيفي خاطب الجهات المختلفة مرات عديدة لإعادة واسترداد هذه الجاليهات إلي* ‬مكانها الأصلي بركن حلوان أو معرفة مصيرها إلا أنه لم* ‬يتلق رداً* ‬واضحاً* ‬أو إفادة شافية مما دعاه إلي* ‬تقديم هذا البلاغ* ‬الذي كشف أيضاً* ‬عن استيلاء رئاسة الجمهورية في عهد زكريا عزمي* ‬علي* ‬مئات التحف الفنية النادرة التي* ‬كانت تنقل إلي* ‬قصور الرئاسة رغم تعددها واختلاف قيمتها ونوعها دون توصيف دقيق وواقعي لها،* ‬الأمر الذي* ‬يؤكد رغبة التلاعب بها أو استبدالها حيث كانت تكتب في سطر واحد أو ثلاث عبارات فقط* »‬201فازة*« ‬أو علي* ‬هذا المنوال*.‬
وطالب البلاغ* ‬أيضاً* ‬بسرعة إعادة الآثار التي* ‬تم نقلها من ركن حلوان إلي* ‬جهات أخري* ‬غير أثرية ومخازن للمهمات مثل رئاسة حي* ‬حلوان،* ‬استراحة كبار الزوار واستراحة الهرم ومتحف الجزيرة وكلية الفنون الجميلة ومراقبة المتاحف التاريخية*.‬
ويحذر أحمد دسوقي من الصمت تجاه ما* ‬يحدث لآثار مصر من سلب ونهب وتركها عند التسجيل لغير متخصصين،* ‬مشيراً* ‬إلي* ‬أنها مسجلة تسجيلاً* ‬دفترياً* ‬فقط لا* ‬يزيد علي بضعة سطور لا* ‬يوضح تاريخ العمل الفني ولا* ‬يذكر أي تعريف بالفنان صاحب اللوحة والمدرسة الفنية التي* ‬ينتمي* ‬إليها ومنهجه وما إلي* ‬ذلك كما* ‬يخلو التسجيل* - ‬والكلام لدسوقي* - ‬من الصور الفوتوغرافية وغيرها من بديهات تسجيل أي* ‬أثر أو لوحة فنية نادرة،* ‬مؤكداً* ‬علي* ‬أن التسجيل الدقيق* ‬يحمي* ‬الأثر من التزوير والسرقة والتبديد كما حدث لـ201* ‬زهريات زجاج منقوش ثم نقلها إلي* ‬رئاسة الجمهورية دون أي* ‬توصيف حتي* ‬يسهل التصرف فيها وتبديدها*.‬
والشيء نفسه حدث لـ232* ‬زهرية زجاج منقوشة باليد،* ‬إضافة إلي* ‬أواني* ‬ومقتنيات ملكية أخري* ‬قيمة تعرضت للسلب والنهب*.‬
ولفت دسوقي إلي* ‬أن إجمالي* ‬المقتنيات المنقولة من متحف ركن حلوان إلي* ‬قصر عابدين قد تصل إلي* ‬1704* ‬قطعة،* ‬وفي* ‬عام* ‬2002* ‬تم استبدال* ‬700* ‬لوحة تحمل نسر الجمهورية من متحف عابدين بأطباق أخري* ‬من ركن الملك فاروق تحمل التاج الملكي*.‬
ويتساءل دسوقي*: ‬هل* ‬يليق عرض أطباق تحمل النسر الجمهوري* ‬وهي* ‬تنتمي لعصر ملكي* »‬الملك فاروق*« ‬أم كان هناك هدف وغرض آخر ستكشف عنه تحقيقات النيابة قريباً* ‬وعن أسباب صمت أمنية عهدة المتحف كل هذه السنوات علي* ‬زكريا عزمي* ‬وشلته في* ‬الرئاسة،* ‬قال أحمد دسوقي لقد طلبت منع مراراً* ‬وتكراراً* ‬أي* ‬إيصال أو مستند* ‬يفيد استلامه لهذه القطع إلا أنه كان* ‬يكتفي بالكتابة علي* ‬ظهر* »‬ورقة نتيجة*« ‬لخحوفها من أي* ‬مساءلة مستقبلية كانت تحتفظ بهذه الأوراق التي* ‬كتبها بخط* ‬يده علماً* ‬بأنها* ‬غير ذي قيمة قانونية وكانت ترتعش كلما كانت تناقشه في توقيعه علي* »‬ورق النتائج*« ‬لأنها في* ‬النهاية مجرد موظفة بسيطة لا تستطيع الوقوف في* ‬وجه زكريا عزمي* ‬أو تواجه بطشه وسطوتهم ولكن عندما كثرت* »‬أوراق النتائج*« ‬لطمت وبكت فاعطاها ورقة بإجمالي* ‬القطع دون تحديد نوعها أو صنفها أو قيمتها*!!‬