الثلاثاء، 17 مايو 2011

أتلانتيك: رئيس مصر قد يكون إخوانيا

أتلانتيك: رئيس مصر قد يكون إخوانيا

الثلاثاء, 17 مايو 2011 14:46 


كتب- جبريل محمد: 



"هل سيكون رئيس مصر القادم من جماعة الإخوان المسلمين؟".. تساؤل طرحته مجلة "ذي اتلانتيك" الأمريكية مع ترشح القيادي بجماعة الإخوان المسلمين عبد المنعم أبو الفتوح لانتخابات الرئاسة القادمة،
رغم إعلانه أنه سيترشح مستقل ورفضت الجماعة ذلك الترشح، وأعلنت أنها لن تدعمه، إلا أن تلك الخطوة أثارت تساؤلات البعض حول سيطرة الجماعة "المحظورة" سابقا على مقاليد الأمور في مصر بعد الثورة. وقالت المجلة إنه رغم أن جماعة الإخوان المسلمين لم ترشح أحدا للرئاسة، إلا أنه من الممكن أن يكون أول رئيس لمصر بعد الثورة إخوانيا وهو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الذي يعتبر أحد قيادات الجماعة وترشح للرئاسة مستقلا، إلا أن تلك الخطوة اعتبرت من جانب العديد من المصريين دليلا على القوة الساحقة للجماعة التي في طريقها للهيمنة على البرلمان وربما الرئاسة.
وأضافت إن أبو الفتوح بإعلانه الترشح ينضم إلى عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، ومحمد البرادعي الحائز على جائزة نوبل، والرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يفضله الليبراليون والعلمانيون، لكن أبو الفتوح ليس مثل أقرانه في الجماعة "المحظورة" سابقا، فهو يمثل الجيل الجديد المنفتح من الإخوان ومزيجا مهذبا وبليغا من الديمقراطية الجديدة.
ونقلت المجلة عن أبوالفتوح (59سنة ) معاتبته لأمريكا لدعمها النظام المصري السابق قائلا "لم نكن قادرين على فهم كيف أن الولايات المتحدة التي تعتبر بلد حقوق الإنسان تدعم وتحمي نظام مبارك القمعي والعنيف".
ويضيف ثلاثون عاما من الفساد كان له آثار وخيمة على التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية للبلد"، وعلى النقيض من حكم مبارك ستستند الحكومة المصرية الجديدة على القانون الدستوري وتحترم حقوق الإنسان، تحافظ على استقلال القضاء". وتشير المجلة إلى أن أبو الفتوح يحظى باحترام كبير من نقابة الأطباء العرب، كما أنه وجه جميل لجماعة الإخوان المسلمين.
ونقلت المجلة عن نوال درويش رئيسة منظمة حقوق المرأة ومؤسسة المرأة الجديدة قولها "إنه أفضل من في جماعة الإخوان المسلمين.. فهو سياسي معتدل".
أبو الفتوح نفسه - بحسب المجلة- قال في وقت سابق إن الجماعة لا تخطط للسيطرة على البلاد بعد مبارك وقال:" نحن لا نخطط للهيمنة خلسة على مصر ما بعد مبارك... الإخوان بالفعل قررت عدم تقديم مرشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة".
وأشارت المجلة إلى أن أبوالفتوح يرسم خطا رفيعا بين الجماعة بوصفه عضوا مؤسسا، وترشحه للرئاسة حيث أعلن أنه سيترشح كمستقل، ولن يكون هناك دعم من الجماعة، ورغم القيود المفروضة على النشاط السياسي للجماعة، ويرجع ذلك جزئيا إلى رغبة الرئيس مبارك بعدم السماح لهم بالوقوف صفا واحدا بجانب أحزاب المعارضة القليلة، فإن الإخوان سارت باعتدال جيد تحت حكمه، وفازت بـ20 % من مقاعد البرلمان كمستقلين في انتخابات عام 2005، وجزء من شعبيتهم يرجع إلى نشاطهم كمنظمة خدمية، حيث نجحت فيما فشلت فيه من توفير الغذاء والدواء والتعليم لكثير من الفقراء في البلاد بالمناطق الريفية.
حتى أن بعض المنافسين سعوا لعدم انتقادهم، وقال عمرو موسى، "علينا أن نبتعد عن مبدأ رفض الإخوان أو أي جماعة أخرى.. فلنترك للشعب اختيار من يريد".
وعلى الجهة الأخرى، فإن رجل الأعمال نجيب ساويرس المسيحي شن مؤخرا حملة شرسة على ترشح أبو الفتوح للرئاسة، ووصف سعي الجماعة للتواجد على الساحة بعد سنوات من التهميش بالقول " لقد استبدلنا ديكتاتورية مبارك بديكتاتورية الإخوان المسلمين وظلت مصر رهينة".
السؤال المطروح حاليا هل سيلعب الدين دورا في المستقبل السياسي لمصر؟، خاصة وأن الإسلاميين يسعون للعب دور في الحياة السياسية الجديدة وما نتج عن ذلك من توترات طائفية، إلا أن أبو الفتوح أعلن أنه ملتزم بمعالجة الانقسام بين المسلمين والمسيحيين، وقال أيضا إن هناك مكانا للمسلمين الأكثر اعتدالا.
وأضاف:"حتى لو كان الإسلام ليس دين جميع المصريين ينبغي أن نحترم جميع الثقافات.. ولا ينبغي للحكومة أن تملي السلوك الديني على الشارع... ويجب ألا تملي القوانين على الناس دينهم".


الوفد