الاثنين، 23 يناير 2012

محمود ياسين: قبلت 5 أفلام إسلامية لصالح الإخوان ولا خوف علي الشخصية المصرية من التطرف



محمود ياسين: قبلت 5 أفلام إسلامية لصالح الإخوان ولا خوف علي الشخصية المصرية من التطرف



كتب سهير عبد الحميد العدد 2017 - الاثنين الموافق - 23 يناير 2012

كعادته تصدر الفنان محمود ياسين المشهد الإبداعي بعد إلقائه البيان الأول لجبهة الإبداع المصري ليس فقط لبلاغة ألفاظه أو صوته الذي يبعث الشجن أو تاريخه السينمائي الذي تجاوز 40 عامًا ولكن أيضًا لأن قضية السينما المصرية هي شغله الشاغل في أي مكان وقد أظهر هذا البيان مدي إيمانه الشديد بفنه وزملائه ووطنه.

ياسين في حواره لـ«روزاليوسف» كشف عن تعاونه مع الإخوان المسلمين في خمسة أعمال اعتبرها من أعظم أعماله الإبداعية وأن النظام السابق منع عرضها وأن المصداقية في التناول هي شرطه لعودة التعاون مع الإخوان المسلمين في أعمال قادمة وعبر عن سعادته بجبهة الإبداع المصري ومدي ثقافة وفكر مؤسسيها ككيان فني جديد من نوعه يعيد الروح لصناعة السينما المصرية التي توقفت علي يد النظام السابق وأكد تفاؤله بالمستقبل رغم وجود بعض التخوفات من صعود التيار الديني وهذا نص الحوار: 


? كيف جاء اختيارك لإلقاء البيان الأول لجبهة الإبداع المصري؟ 

- وجهت لي الدعوة لحضور مؤتمرها الأول بنقابة الصحفيين وطلب مني الفنانين المؤسسون للجبهة أن أدعو كل من أعرفه من الفنانين للحضور وقد سعدت جدًا بهذا الكيان الرائع الذي أسسه فنانون متطوعون هدفهم الحفاظ علي حرية الإبداع وأثناء دخولي القاعة التي يقام فيها المؤتمر وجدت أحد فرسان الجبهة وهو المخرج خالد يوسف يطلب مني إلقاء البيان الأول لجبهة الإبداع وعندما قرأته قبل صعود المسرح وجدت فيه روح ووعي وثقافة جيل.. صحيح أنا سبقت هذا الجيل لكنهم لم يحلقوا بعيدًا عن أفكاري ووفقني الله في قراءة هذا البيان بشكل حظي بإعجاب الجميع وسعدت جدًا بهذا الكيان الجديد من نوعه. 

? ما تعليقك علي اختيار يوم 23 يناير لتنظيم مسيرة فنية لتقديم توصيات جبهة الإبداع لنواب الشعب؟ 

- أعتقد أن هذا يعبر عن حالة من حالات النضوج والوعي والذكاء ليس فقط في اختيار اليوم لتنظيم المسيرة الفنية بل أيضًا اختيار نقابة الصحفيين لعقد أول مؤتمر لجبهة الإبداع حتي يكونوا في مظلة قادة الرأي والكلمة.. كل هذه مؤشرات إيجابية لفرسان هذا الكيان وأنا لا أدعي أنني من مؤسسيها ولكن وجهت إلي الدعوة مثل جميع فناني مصر وهو شرف أن أشارك معهم. 

? هل تعتبر أن تأسيس جبهة الإبداع المصري نوع من الرد علي صعود التيار الديني؟ 

- علي الرغم من أنني لست مؤسس هذه الجبهة اعتقد أن صناعة السينما المصرية تحتاج من الدولة الاهتمام كصناعة وطنية وهذا من ضمن التوصيات التي خرج بها المؤتمر فهذه الصناعة الوطنية التي تجاوز عمرها قرنًا من الزمان توقفت وأجهضت منذ 11 عامًا بسبب كارثة اسمها الاقتصاد الحر والذي رفع يد الدولة عن السينما وبعد أن كنا ننتج 120 فيلمًا في السنة أصبحنا ننتج 15 فيلمًا فقط فماذا يفعل الفنانون بمفردهم لحماية هذه الصناعة العريقة والدولة في يدها كل شيء ولديها المؤسسات العملاقة والقلاع الفنية من الاستديوهات مثل استوديو مصر والأهرام والنحاس ولذلك عندما قابلت الرئيس السابق مبارك في لقاء الفنانين قلت له إن السينما المصرية أصبحت في الشارع لكنه للأسف انشغل بمعركة النهاية التي بدأت بالانتخابات المزورة وانتهت بالثورة العظيمة لذلك قامت جبهة الإبداع بصياغة توصيات لتقديمها لنواب البرلمان في أول جلساته حتي يكون ضمن أولوية الصناعات الوطنية التي تحظي باهتماماته. 

? كمواطن وفنان مصري هل تتخوف من صعود التيار الديني للحكم؟

- ليس هناك مجال للخوف لكن هذا لا يمنع من وجود اختلاف في الرؤي ووجهات النظر ونحن عندما نتحدث عن الثقافة الإسلامية البعيدة عن أي تطرف فلا مجال معها للخوف فهذه الثقافة تعبر عن قيم سماوية عليا بعيدة عن أي تطرف وفي النهاية الشخصية المصرية مع كل العصور لم تتأثر لذلك لست متخوفا من أي تيار يحكم ولا أريد أن أسلك مسالك الفتنة. 

? ما تعليقك علي دخول الإخوان المسلمين مجال الفن؟ 

- طول عمر الإخوان لهم أعمال فنية علي الساحة وأنا شخصيا عملت معهم 5 أعمال تاريخية ودينية اعتبرها من أعظم أعمالي الإبداعية وهذه الأعمال كتبها وانتجها أحمد رائف المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين والمعروف بوعيه ومصداقيته في كل ما كتب وهو أفضل من كتب في الدراما التاريخية وشارك في أعماله جميع فناني مصر من مختلف الأجيال وهذه المسلسلات هي «طريق إلي القدس» وهي القضية الجوهرية لدي العرب والمسلمين كذلك «جمال الدين الأفغاني» ومسلسل «عمر بن عبدالعزيز» الذي قدمه من قبل زميلي نور الشريف بسنوات وأيضًا هناك مسلسل «بعثة الشهداء» والتي تجسد أوائل شهداء المسلمين الذين لبوا الدعوة ودخلوا إلي الإسلام. 

? وهل عرضت هذه الأعمال في مصر؟ 

- للأسف منعت من العرض لأن القيادات كانت متصورة أنه بانتماء أفكار الراحل أحمد رائف للإخوان ستكون أعماله ذات توجهات سياسية وحزبية لذلك لم يأخذ حقه في بلده ومنعت أعماله علي الرغم أن أعماله ذاعت شهرتها في مختلف الدول العربية وعرضت فيها عشرات المرات. 

? هل معني ذلك أنك مستعد للتعاون مع الإخوان هذه الأيام في أعمال جديدة؟ 

- أنا لا أحب التصنيف الإخواني أو غيره لأني عندما أتعامل مع كاتب فإن ذلك بسبب وعيه ومصدقيته أيًا كان انتماؤه وبالتالي فإن المصداقية هي فقط الفيصل في قبولي أو رفضي لأي عمل مع الإخوان أو غيرهم وهذا لا يعني أن الكاتب الإخواني ليس لديه مصداقية والدليل تعاوني مع أحمد رائف في 5 أعمال فنية. 

? هل تري أن نموذج السينما الإيرانية قادم إلي مصر؟ 

- أنا لست مطلعًا علي السينما الإيرانية بشكل كبير حتي أقول أنها قادمة إلي مصر أم لا لكن التاريخ الإبداعي المصري الذي تعدي عمره قرنًا من الزمان أكبر من أي ثقافة قادمة مهما كانت قوة هذا القادم ونحن لدينا كفاءات فنية ليست موجودة في أي دولة يكفي أن لدينا أكاديمية الفنون التي تخرج مبدعين كل عام وكل جيل يخرج منه عباقرة وهذا ما جعل مصر هي الراعي الرسمي للإبداع العربي. 

? بعد قيام الثورة كانت هناك آراء تنادي بإلغاء الرقابة فما تعليقك؟ 

- القضية ليست في إلغاء الرقابة أو وجودها لكن القضية هي اكتمال مواصفات صناعة السينما أولاً ثم نبحث عن وجود رقيب للأعمال التي تحمل شطحات وتهدر طاقات بلا جدوي.

? وماذا عن تجربتك في فيلم «جدو حبيبي» الذي سوف يعرض خلال أيام؟ 

- أنا متفائل جدًا بهذا الفيلم لأنه يحمل رسالة إنسانية هادفة حيث أجسد فيه دور رجل ثري تدهورت صحته فجأة ويدخل علي أثرها للمستشفي وعلي الجانب الآخر هناك حفيدته التي تجسدها بشري تعود من الخارج ويبدأ صراع الأجيال والثقافات وقد سعدت جدًا بالتعاون مع بشري. 

? وأخيرًا ونحن نحتفل بعيد الثورة الأول هل تري أن زعيم مصر القادم ظهر في المشهد السياسي؟

- لقد انشغلنا عامًا كاملاً بالمرحلة الانتقالية وواجهنا موروث مشاكل من 30 سنة وانشغلنا به لذلك لم نأخذ وقتنا لكي نفكر في الموجودين علي الساحة لكي نختار منهم من سيقود مصر خلال المرحلة المقبلة.