الثلاثاء، 24 مايو 2011

المفكر الإسلامي عبدالفتاح عساكر السلفيون مثل “القراميط” لا يظهرون إلا في المياه العكرة

المفكر الإسلامي عبدالفتاح عساكر السلفيون مثل “القراميط” لا يظهرون إلا في المياه العكرة

كتبه : علي فراجالمفكر الإسلامي عبدالفتاح عساكر السلفيون مثل “القراميط” لا يظهرون إلا في المياه العكرة
أدان المفكر الإسلامي عبدالفتاح عساكر بشدة أحداث الفتنة الطائفية التي شهدتها مصر وقال إن هناك قوي تريد العودة بمصر إلي عصور الظلامية، أكد أن الإسلام بريء من الشعارات التي يتاجر به البعض، وشدد علي ألا يصح أن يكون المسلم بهذه الغلظة وهذا التطرف والإرهاب مع الآخرين أيا كانوا، وحذر عساكر في حواره مع "الميدان” من خطورة الخطابات الطائفية لبعض شيوخ التيار السلفي والجماعات الإسلامية التي تهدد الاستقرار في تلك المرحلة الفارقة. نص الحوار .. "
" كيف تري العلاقة بين عنصري الأمة بعد الأحداث الطائفية المؤسفة خاصة ما حدث في إمبابة؟
- بداية أنا أبغض تعبير عنصري الأمة لكنهما عنصر واحد، ،و أنا كمسلم لا يصح اسلامي إلا باعترافي الكامل بالمسيح عليه السلام ،وسوف تظل العلاقة بينا وبين أشقائنا المسيحيين قائمة علي الود والمحبة والترابط رغم أنف الذين يريدون أن يشعلوا الحرائق في الوطن ظنا منهم أن إشعال الحرائق قد يقفز بهم إلي السلطة لكن هيهات لأن مصر ستظل آمنة مطمئنة وستظل وطنًا للجميع.
"" إذن كيف تري ما يفعله التيار السلفي من تحريض ضد الأقباط ؟
ـ لا يصح لمسلم يزعم أنه وصل لتمام الإيمان أن يعترض علي أفكار صاحب أية عقيدة سماوية وقد تفاجئ إذا قلت لك أيضا أو حتي غير سماوية لأن ذلك فيه اعتراض علي حكمة الله في خلقه. "" ولكن بعض السلفيين اعتادوا في الفترة الأخيرة تنظيم مظاهرات أمام الكنائس والكاتدرائية بالعباسية مما زاد من التوتر والاحتقان الطائفي؟ ــــ ما حدث من تظاهرات أمام الكنائس جريمة دينية وسياسية واجتماعية ، وهذا يفرق ولا يجمع ويزيد من التوتر في البلد ، ومصر تحتاج منا أن نبني وأن نتوحد وليس أن ندعو للفرقة ، كما أن الذين يسيئون للكنائس هم بالأساس يسيئون للإسلام الذي أمرنا بالحفاظ علي أهل الكتاب والتعامل معهم بالتي هي أحسن .
"" وماذا عن المظاهرات التي تثير شركاء الوطن من الأقباط؟
ـــــ وتغضب المسلمين أيضا كيف تكون هناك مظاهرات ووقفات احتجاجية أمام بيت من بيوت الله، هذا شيء مؤسف ومجرم ،
هذه واحدة أما الثانية فأنا أؤكد أن كلمة أقباط لا تعني المسيحيين وحدهم بل كلنا أقباط فأنا قبطي علي شريعة محمد عليه الصلاة والسلام، والبابا شنودة قبطي علي شريعة عيسي عليه الصلاة والسلام، وكلنا أيضا مسلمون أبناء دين واحد من إله واحد لقول المولي عز وجل "مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ”. ""بعض التيارات المتشددة لم يكن يسمع لها صوتا أيام النظام السابق ، لكنها خرجت اليوم لتهيج الشارع وتحدث ما تراه من كوارث طائفية ؟ ـــ هذه جماعات دائما ما أشبهها بسمك القراميط التي اعتادت أن تعيش في الماء الآسن ولا تظهر إلا عندما تعكر هذه المياه.
""يحاول السلفيون أن ينشروا أفكارهم بين الناس في هذه المرحلة من أجل الوصول إلي نموذج الدولة الدينية؟
ــــ لا يوجد دولة دينية في الإسلام، وكل الدول التي قامت علي أساس هذا المسمي فإن تاريخها معروف مثل إيران وتركيا، وأن أعظم ليبرالية في تاريخ البشرية هي ليبرالية الدين الاسلامي ، إذ جعل أخطر قضية في الكون وهي قضية الإيمان والكفر حرية شخصية للإنسان قال تعالي: "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا” سورة الكهف آية رقم: "29”. وقال "وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّي يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ”، سورة يونس آية رقم: "99” وقال "إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”. سورة القصص آية رقم: "56”. ""في ظل هذا الانتشار والتمدد للتيار الديني
هل تخشي علي مصر؟ ـ
ــ مصر ستظل دولة مدنية وحضارية وسيظل المصري متدينًا بطبعه وهذه تركيبة الإنسان المصري ، الذي علم الناس التحضر والتمدن منذ فجر التاريخ وبني علي ضفاف النيل أول وأعظم الحضارات ، كل ذلك يجعلنا مطمئنين علي مدنية الدولة.
""لكن السلفيين يقولون دائما إن أفعالهم وأقوالهم مطابقة لأفعال وأقوال السلف الصالح؟
ــــ كلامهم هذا يدل علي خطأ في المنهج فنحن مأمورون بإتباع كتاب الله وأسوتنا في رسول الله لقوله تعالي: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً” يوحي إليهم لذلك كلمة السلفيين نفسها تدل علي خطأ شرعي.
"" هناك مخاوف في الشرع من أن تأخذنا التيارات المتطرفة في المسلمين والأقباط إلي حرب أهلية لا تبقي ولا تذر ، فهل لديك نفس المخاوف أم لديك وجهة نظر مخالفة؟ ــ
ــ المخاوف من حرب أهلية مخاوف قائمة ومشروعة لكن أنا عندي يقين أن ذلك لن يحدث أبدا إن شاء الله ولو فكر بعض المتطرفين من الإسلاميين أن يهاجموا الكنائس مرة أخري ستجد دروعا بشرية من المسلمين هي التي ستحمي الكنائس وتحمي المسيحيين ومن فضل الله علي مصر أن أكرمها بقيادات في الجيش مستنيرة ووطنية وسوف تقوم بواجبها علي أحسن حال كما عهدناهم وسوف يتصدون لكل محاولات الفتنة الطائفية وقد أعجبني قرار المجلس العسكري بأن الفتنة الطائفية خط أحمر لا يمكن المساس به وتغليظ العقوبات القانونية لردع كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذه الأمة، مثل عقوبات الإعدام والأشغال الشاقة المؤبدة، يضاف إلي ذلك أيضا رجل الشارع العادي لا يعرف الطائفية والمصريون كلهم شركاء في كل شيء في التجارة والصناعة والرياضة وفي كل المعطيات الحياتية وهولاء عماد مصر وهم أبعد ما يكونون عن الطائفية ولا يتصور واحد منهم أنه في يوم من الأيام يعادي جاره أو شريكه أو صديقه بسبب أنهما مختلفان في العقيدة. "
" يتوقع البعض سيطرة جماعة الإخوان المسلمين علي البرلمان القادم؟ ـ
ــ لا أظن ذلك لأن الإخوان منتشرون إعلاميا أما في أرض الواقع فشعبية الإخوان ليست بالحجم الذي يخشاه البعض وتروج له الجماعة ،
وسوف تفقد هذه الجماعة شعبيتها بمجرد ما تنكشف علي حقيقتها أمام الناس وقد جاء تأسيس حزبهم وظهورهم للعلن والعمل في الأضواء بعيد عن سراديب التنظيمات السرية ليكون عليهم وليس لهم، لأن الجماعة باتت علي المحك فإما تعمل بشفافية القوي السياسية والحزبية في كل تعاملاتها فتفقد قواعدها، وإما أن تلجأ للمراوغة فتفقد الشارع ، كما أن قصة الاضطهاد التي مارستها ضدها الأنظمة السابقة خلقت لها متعاطفين أما اليوم فلا اضطهاد والكل أصبح مكشوفا للجميع ، لكن تمسكهم بالجماعة والحزب في آن واحد هو المقلق فمن فيهما سيقود الآخر الحزب أم الجماعة.
"" لماذا تري أن الجماعة سوف تفقد بريقها عندما تلتحم بالشارع وتعمل في الأضواء؟
ــــ مشكلة الجماعة الأزلية أنها ليست صاحبة فكر وإنما هي مجرد شعارات ليس لها سند فكري يقويها لمواجهة الآخرين، صحيح الجماعة منظمة وتستطيع الحشد لكنها لا تستطيع البناء ، وقد قالها الشيخ حسنين الحصافي شيخ الطريقة الحصافية بالبحيرة للشيخ حسن البنا رحم الله الجميع :يا حسن أنت سوف تجمع الناس حولك ولكن ستضرهم لكنك لست صاحب فكر ، وكان ذلك في ثلاثينيات القرن الماضي، وقالها له أيضا القائد والمناضل العظيم عزيز المصري عندما قال له : اسكت يا شيخ حسن أنت ليس لك فكر ، لكن الكارثة الكبري أن بعض الناس لا يزال ينطوي عليهم أساليب وشعارات الجماعة لكن بعد فترة تنكشف الحقائق وسوف ينصرف الناس من حولهم ، وأستطيع أن أقول بكل وضوح إن الإخوان أكبر خاسر من سقوط النظام السابق .
"" كيف ذلك والكل يعرف أنهم سجنوا وعذبوا في عهد مبارك؟ ـ
ــــ كل التيارات كانت متضررة من النظام السابق لكنهم نجحوا في استغلال ذلك ولعبوا علي أوتار الاضطهاد.
"" بدأت الجماعة في تأسيس حزب "الحرية والعدالة” ، كيف تري هذه الخطوة ؟ ـ
ـ تأسيس الجماعة لحزب سياسي ليس معناه أنها قبلت بالحياة السياسية والحزبية ولكنها مرواغة من الجماعة ، وإلا فعليها أن تعلن حل الجماعة ومؤسساتها وهياكلها التنظيمية وينخرط رجالها في العمل الحزبي ، أما أن تكون جماعة وحزب فهذه محاولة للمراوغة لأن الجماعة مازالت ترفض الحزبية وتعتبرها ضد الإسلام ، وهذا رأي الشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة وهم كلهم مؤمنون بأفكار البنا ولا يحيدون عنها قيد أنملة. "" هل تعتقد أن الجماعة ما زالت تؤمن بالعمل السري رغم الحرية التي وصلت لها مصر ،
وهل تظن أن هناك تنظيما خاصًا علي غرار تنظيم أحمد السكري داخل الجماعة؟
ــ كل ما أعرفه أن الجماعة تعشق العمل في دهاليز التنظيمات السرية ، كما أن كل قيادات الجماعة أو مع معظمهم حاليا من التنظيم الخاص فهل تعافوا من ذلك أم أن بقايا أفكار التنظيم الخاص لا تزال عالقة بأفكارهم