الثلاثاء، 10 أبريل 2012

رشا مجدي بعد 183 يوما من الصمت تكشف أسرار أحداث ماسبيرو

رشا مجدي بعد 183 يوما من الصمت تكشف أسرار أحداث ماسبيرو




اخبار مصر | الثلاثاء ١٠ ابريل ٢٠١٢ - ٠٥: ١١ ص +02:00



تاهت الحقائق وتعقدت الأمور وتناقل الزمن أيامه من السبت للجمعة ومن شهر لأخر وبحر الحياة يقذف المذيعة والإعلامية رشا مجدي بأمواجه القاسية وهى تنتظر نتائج التحقيقات التي أجريت معها منذ ما يتخطى حاجز الـ 40 يوما لتثبت براءتها من تهمة التحريض على الاشتباك مع الأقباط خلال المظاهرة الذي جرى أمام مبنى ماسبيرو في الأيام الأولى من شهر أكتوبر العام الماضي وأسفر عن مقتل 24 شخصا وإصابة 350 آخرين. ترجع وقائع القضية إلي قيام الإعلامية انتصار غريب بتقديم بلاغين للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود ضد المذيعة 'رشا مجدي' تتهمها بأنها دعت على الهواء مباشرة جموع الشعب للنزول إلى الشارع والوقوف بجانب قوات الجيش ضد الأقباط، كما قامت بنقل أخبار كاذبة لم تحدث وتم نفيها فيما بعد، حيث تسببت التصريحات في أحداث العنف التي تمت في 'أحد ' أكتوبر الدامي أمام ماسبيرو، واتهمت انتصار - رشا بأنها تدعو إلى إشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط. وأنكرت الإعلامية رشا مجدي في التحقيقات التي أجريت معها بدار القضاء العالي في 28 فبراير الماضي كل الاتهامات التي وجهت إليها في تلك الأزمة. وقالت خلال التحقيقات: 'كنت أنقل ما كان يصل إلى من زملائي خلف الكاميرا، المذيع لا يقول شيئا من عنده أثناء وجوده على الهواء.. ولم أقصد التحريض ضد المتظاهرين'. عاشت رشا مجدي 183 يوما من الصمت منذ يوم 9 أكتوبر الماضي، صمت يراه الكثيرين غير مبرر بعد ما نالته الإعلامية من نقد قاسى ولاذع عبر مواقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك وتويتر'، فيما تراه هي أن صمتها ليس ضعفا بل تنتظر كلمة قضاء مصر الشامخ وبعدها ستعود لبيتها في مبنى التليفزيون وتمارس عملها وهو أبلغ رد لكل كلمة وحرف من النقد كتبت في أي مكان في العالم. نجح 'مصراوي' في إخراج رشا مجدي من عزلتها الإعلامية بعد 183 يوما في لقاء ساخن جدا تنوعت أسئلته ودرجاته ما بين العاطفة والحنين والعذاب تارة ومرارة الظلم تارة أخرى. بدت الإعلامية الشهيرة في حالة نفسية أفضل عما توقعنا بعد فترة طويلة من الانزواء في منزلها وقالت في بداية الندوة إنها 'ضحية وكبش فداء'. وأضافت :' قمت بتغطية أحداث ماسبيرو لمدة نصف ساعة فقط من السادسة والنصف إلى السابعة مساءً، ولم أكن مسئولة عن التغطية الإعلامية طوال اليوم ورغم ذلك هناك من يريد أن أتحمل مسئولية أخطاء غيري '. وأوضحت أنها يوم الأحد في التاسع من أكتوبر من العام الماضي كان لديها برنامج 'اتجاهات' وكان من المقرر استضافة زوجة الشهيد أحمد حمدي، وأثناء دخولها مبنى الإذاعة والتلفزيون وجدت متظاهرين في الخارج وكانت أشكالهم حضارية، أثناء ذلك. وتابعت : 'رأيت قسا يرتل، وشخص أخر يعزف على الجيتار، وعندما دخلت المبنى سمعت من يقول إن 'الجيش يتعامل مع المتظاهرين دون أن أعرف نوعية التعامل'. وأشارت إلى أنها سمعت عن اشتباكات بين قوات الجيش ومتظاهرين، وأن الأمر يزداد سوءًا، وانه تم إغلاق المبنى في السادسة مساءً، لافتة إلى أنها دخلت لرئيس قطاع الأخبار 'إبراهيم الصياد' لتسأله عن كيفية تقديم حلقة عن انتصارات أكتوبر بينما هناك اشتباكات في الخارج؟، مشيرة إلى قوله لها 'غيروا مقدمة الحلقة بما يتناسب مع الوضع الحالي' وكان معي رئيس تحرير البرنامج 'عبد العزيز الحلو'. وقالت المذيعة رشا مجدي إن مقدمة التغطية التي كتبها رئيس تحرير البرنامج عبد العزيز الحلو، ركزت على لفظ 'فئة'، نافية أن تكون قد اتهمت الأقباط بالتعدي على الجيش. وشددت على أنها ليست المسئولة حول الخبر العاجل الذي تم بثه أسفل الشاشة في ذات اليوم؛ حيث أن المذيع ناقل للخبر وليس صانع له. ولفتت رشا مجدي إلى أن وزير الإعلام السابق 'أسامة هيكل' تشاجر مع المسئولين بالتليفزيون لتغيير 'الخبر العاجل' – الذي لم يتغير إلا بحلول الساعة العاشرة مساءا دون أسباب مقنعة وواضحة. وعن الاتهامات التي وجهت إليها بشأن التحريض على الأقباط أمام ماسبيرو، نفت الإعلامية ذلك بقولها: 'أين حكماء الوطن مما يحدث الآن؟.. اتقوا الله في مصر.. اتقوا الله في مصر' وتابعت إنها كانت في حالة نفسية سيئة بسبب الفوضى العارمة داخل المبنى وإغلاق جميع الأبواب وكان الجميع في حالة ارتباك شديد. وتابعت أنها إنها لا تلوم الناشط السياسي جورج إسحاق لقوله لها 'اتق الله أنت في مصر' ؛ لأن المصاب كان كبيرا وكان يوما كئيبا وأن سبب انفعالها أنها ترى 'الدنيا بتولّع والأحداث ساخنة' ودافعت عمن يتهمونها بالتحريض قائلة : 'رمي الناس بالباطل سهل، لكن من هم في قلب الحديث عليهم عبء كبير'. وعن التحقيقات التي أجريت معها، قالت المذيعة رشا مجدي إنه تم إخلاء سبيلها بضمان محل الإقامة بينما أخلي سبيل 'إبراهيم الصياد' رئيس قطاع الأخبار، و'عبد العزيز الحلو' رئيس تحرير البرنامج وقتها بعد دفع كفالة 10 آلاف جنيه لكل منهما. وأكدت أنها حزينة لأن المسؤولين في ماسبيرو لم يحترموا حزنها وأن ما آلمها أنها وجدت رقم هاتفها على موقعي التواصل الاجتماعي 'فيسبوك، وتويتر' لتتلقى الشتائم والسباب موضحة أن هذا الأمر أصابها بحالة من الاكتئاب والحزن. وعن وجود إملاءات على التلفزيون يوم أحداث ماسبيرو قالت: 'لا أعرف ذلك، ربما كان ذلك موجودا قبل الثورة من جهات كثيرة لكن في أحداث ماسبيرو كان التليفزيون في حالة توهان ولا تعرف من يعطى التعليمات'. وأشارت إلى أنها عملت كمراسلة للتليفزيون من رئاسة الجمهورية في عهد النظام السابق لكن ذلك لم يمنحها منصبا أو زيادة في راتبها بل كان بدل السفر هزيلا لا يتخطى حاجز الـ 86 جنيها. وعن بكاءها لحظة بيان تنحى الرئيس السابق حسني مبارك قالت: 'البكاء لم يكن حزنا على مبارك بل على الوضع الذي وصلنا إليه'. وقالت أنها عقب موقعة الجمل بيوم تم عمل اجتماعين وأقسم الجميع على القرآن وتعاهدنا ألا نترك المبنى حتى لا تسود شاشة التليفزيون المصري.